دَمّي عليّ من الثرى يـا غانيـة*** بالأمـس مـا أبكـاك قـد أبكانِيَـهْ
لصبيّّةٍ من آل بيـت محمّـدٍ *** أدركْـتُ أسـرار الثـرى فـي ثانيَـةْ
وقرعتُ أبواب السمـاءِ مهلّـلاً *** وهتَكْـتُ أستـار الملـوك علانيَـةْ
عَرَفَتْ ملوك الجنِّ ريـحَ عِمامتـي*** ونَكَحْـتُ منهـم سبعـةً وثمانيَـةْ
ودفنتٌ قِرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ*** وشرِبْـتُ مـن دمِ ذي الصـواعِ بآنِيَـةْ
وتركتٌ فـي وادِ السمـاوةِ أُمّـةً*** لـم يغْـنِ شيئـاً عنهُـمُ سلطانيَـهْ
وغسلْـتُ فـي مـاء الخلـودِ يتيمتـي*** فتكَلّلـتْ تيجانَهـا تيجانـيَـهْ
عن زهر جارِيَـةٍ و وردِ كريمـةٍ*** أرجـو بشـوكِ يتيمتـي سلْوانِيَـهْ
يا من عليـكِ نزَلْـتُ كـلَّ مخيفـةٍ*** ونَقَـدْتُ دمعـةَ مُشْفِـقٍ تنعانيَـهْ
يا من إليكِ رَكِبْـتُ فُلْـكَ منيّتـي*** وعشِقْـتُ طعنـةَ ظالـمٍ أردانيَـه
إلى أن قال الشاعر :
أولم تكن تدري سنـاءُ بأنّنـي*** لا يشتكـي ضـرب الرقـابِ سِنانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُعْطـي إذا ربُّ المـلا عطانيَـهْ
أولم تكن تدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُسقـي كـؤوس المُـرِّ مـن أسقانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أُثنـي لكـلّ عظيمـةٍ أركانـيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** ذو مِـرّةٍ لا تستـبـاح قِيانـيَـهْ
أولم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي *** أعلـو إذا ودَقُ السحـابِ علانيَـهْ
أولم تكن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** أنِـفٌ وعـن مـا لا يُعِـزُّ حشانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** فكّـاكُ خوْلـةَ مجلـسٍ تنخانيَـهْ
أولـم تكـن تـدري سنـاءُ بأنّنـي*** مطلـوبُ أوّلَـةٍ ومطْلَـبُ ثانيَـةْ