الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه، وبعد ..
فإن أعظم ما أنصح به إخواني القراء تقوى الله عز وجل ومحلته والإنابة إليه واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته وأن يحرص العبد على اقتفاء نهج السلف الصالح عقيدةً وعبادةً علماً وعملاً ظاهراً وباطناً، وأن يملأ وقته بكل نافع مفيد من قول وعمل وأن ينقذ نفسه وأهل بيته من غضب الله وعقابه وأليم عذابه ولا يكون ذلك إلا بطاعة الله عز وجل. وليعلم أخي المسلم إنا في عصر فتنة ومغريات وشبهات وشهوات وقد طفح الكيل واشتد الخطب وأصبح المسلم الصادق المنيب في غربة لكثرة ما يعرض له من مخالفات وما يراه ويسمعه من منكرات، وهناك زحف بل طوفان من الدعايات الرخيصة للمذاهب الفكرية الباطلة وتجيز للمعاصي وهدم القيم واستهزاء بالدين وطمس المعالم الفطرية السوية وتشويه للعقيدة الصحيحة وفتك بالقيم وغارة على الجيل بما يبث وينشر ويكتب ويقال من فكر وبدع وفواحش وليس للعبد إلا الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع جهاد النفس ومقاومة الهوى ومحاربة الشيطان وجنده وأتباعه بالكلمة والمقالة والكتاب والخطبة والدرس ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، ثم على المسلم أن يجتهد في معرفة دينه والتفقه في شريعة ربه والحرص على متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم لينال ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وليحيه ربه حياة طيبة ويجزيه أجره بأحسن ما كان يعمل وليعلم أن الموت بالمرصاد وأن العمر قصير وأن السفر طويل وأن الديان لا يموت وأن الذنب لا ينسى وأن الأمر جد، فالله الله في تجديد التوبة والتزود بالصالحات ولزوم المساجد في الصلوات الخمس مع تدبر القرآن العظيم والحرص على الاستقامة، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبيه ومصطفاه محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.